عاد إبراهيموفيتش لقيادة هجوم الميلان مجدداً، فما هي أبرز التحديات التي ستواجه العملاق السويدي بعد غياب دام أكثر من سبع سنوات عن صفوف الروسونيري
زلاتان إبراهيموفيتش للدفاع عن ألوان فريق إيه سي ميلان الإيطالي مرة أخرى. العملاق السويدي بعد رحيله بـ7 سنوات يعود مجدداً لقيادة هجوم «الروسونيري»، لتعود معه آمال الجماهير بمستقبل أفضل وأداء هجومي أكثر فاعلية.
وبعد الكثير من التفكير، والمفاوضات، قرر «إبرا» الموافقة على عرض الميلان، ليعود إلى صفوف الفريق خلال سوق الانتقالات الشتوية الجارية حالياً بعقد يمتد لمدة ستة أشهر، مع إمكانية تمديده لموسم إضافي، بحسب رغبة الطرفين في نهاية الموسم.
إبراهيموفيتش قبل انتقاله رسمياً إلى الميلان، خرج بعدة تصريحات كانت أبرزها تصريحاته عن البرتغالي الأسطوري كريستيانو رونالدو، والتأكيد على أن لعبه ضمن صفوف يوفنتوس ليس مغامرة، أو تحدي جديد يضيفه لمسيرته.
شاهد: تصريحات الأسبوع| ميسي يتغزل في ماني.. وزلاتان يوجه قذائفه لرونالدو
وإذا انتقلنا للحديث عن التحديات التي تنتظر زلاتان إبراهيموفيتش في مهمته الجديدة مع الميلان، سنجد خمسة تحديات أساسية، تتعلق باللاعب نفسه، ومساهمته مع الفريق بشكل عام، فما هي أبرز هذه التحديات.تحسين وضع الفريق.. والعودة إلى أوروبا
في تصريح شهير له قبل إعلان وجهته إلى ميلانو، قال إبراهيموفيتش: «سأنضم إلى نادٍ بحاجة للعودة إلى الانتصارات وتجديد تاريخه»، وربما هذا التصريح يشير إلى أبرز تحديات إبرا في تحديه الجديد.إبراهيموفيتش رحل عن ميلان عام 2012، الفريق في ذلك الوقت كان يشارك بانتظام في بطولة دوري أبطال أوروبا، والتي لم يتأهل لها منذ عام 2014، كما أنه كان بطل الدوري الإيطالي عام 2011، وهي النسخة التي احتل إبرا صدارة هدافيها.
بالنظر إلى هذا التاريخ، سنجد أن تحدي إبراهيموفيتش الحالي سيتمحور حول إعادة الفريق مرة أخرى إلى منصات البطولات، ربما مع انتهاء الأمل في المنافسة على لقب الدوري الإيطالي سيكون التحدي في بطولة كأس إيطاليا والتي سيشارك العملاق السويدي في أول مباراة للفريق بها أمام سبال.
كما أن تحسين وضع الفريق في جدول ترتيب الدوري سيكون أولوية عند جمهور الميلان، خاصة أن الفريق يحتل حالياً المركز الـ11 برصيد 21 نقطة، بفارق 14 نقطة عن أخر المراكز الصاعدة إلى النسخة المقبلة من دوري أبطال أوروبا، وهي المشاركة التي يتمناها الجمهور، والتي يتكون تحدي أخر أمام إبراهيموفيتش.
إبراهيموفيتش خلال حديثه لموقع النادي الرسمي بعد توقيع عقود انضمامه رسمياً، قال: «في الوقت الحالي كل ما أريده هو أن أساعد النادي في تحسين موقفنا الحالي، وعلى المستوى الشخصي أريد أن أقدم كل ما أملك لتحقيق ذلك».
@Ibra_official: "Confident, hungry and determined"
Ibra: "Ho voglia, fame e fiducia"#IZBACK #SempreMilan
تحسين المعدل التهديفي للفريق
لا يخفى على أحد أن الميلان يعاني على المستوى الهجومي، فعلى الرغم من التعاقد مع البولندي المميز كريستوف بياتيك من صفوف جنوى الموسم الماضي، وتقديمه مستوى مرتفع للغاية قبل انطلاق الموسم الحالي، إلا أن المهاجم صاحب الـ24 عاماً ظهر بشكل مخيب للآمال في مباريات الفريق الحالية.أيضاً التعاقد مع الكرواتي القوي أنتي ريبيتش والبرتغالي الشاب رافاييل لياو لم يؤثر على مستوى الفريق الهجومي، حيث أحرز الفريق 16 هدفاً في 17 مباراة، ليكون خامس أضعف خط هجوم في الدوري بعد بريشيا بـ15 هدف وسامبدوريا بـ14 هدف وأودينيزي بـ13 هدف وسبال بـ12 هدف.
المستوى الهجومي للفريق أثار الكثير من علامات التعجب خلال النصف الأول من الموسم، ليبدأ الحديث مبكراً عن حاجة الميلان لمهاجم مخضرم يحول أنصاف الفرص إلى أهداف، ويساهم في جلب النقاط إلى رصيد النادي، فهل يكون إبراهيموفيتش هو كلمة السر في ذلك؟
نجم الفريق الأول
خلال المواسم القليلة الماضية تناوب عدد من اللاعبين على لقب نجم فريق إيه سي ميلان الأول، ما بين الإسباني سوسو، والإيطالي جياكومو بونافينتورا، أو الإيطالي الشاب جيانلويجي دوناروما حارس مرمى الفريق، أو بياتيك عقب انضمامه إلى صفوف الفريق «اللومباردي».لكن بالنظر إلى هذه الأسماء، سنجد أن جميعهم لم يكن مؤهلاً لحمل هذا النوع من الضغط النفسي، وأم هذه المكانة جعلتهم يلعبون تحت تأثير هذا الضغط بعدما أصبحوا مطالبين على حمل الفريق على أكتافهم في فترة هي الأصعب في تاريخ النادي، وهو ما أدى إلى ظهورهم بهذا الشكل الخافت، والتذبذب في المستوى.
وهنا نأتي إلى دور إبراهيموفيتش، الذي سيكون عليه أن يفعل ما يجيده تماماً، أن يحصل على هذه المكانة بين اللاعبين وأمام الجمهور، وأن يتحمل اللعب تحت هذا الضغط الرهيب، حتى يتيح الفرصة لزملائه لتأدية أدوارهم بدون اعتبارات أخرى بخلاف دورهم داخل الملعب.
شخصية البطل.. وعقلية الفوز
الوضع أصبح مختلفاً تماماً عن فترة إبراهيموفيتش السابقة مع الروسونيري، فبالعودة إلى أخر موسم له مع الفريق، سنجد أن تشكيل «الشياطين» كان مدجج بالنجوم أصحاب الشخصية القوية، والذين سبق لهم أن صعدوا على منصات البطولات في العديد من المرات، سواء مع منتخبات بلادهم أو مع الاندية التي لعبوا لها، ومنها الميلان نفسه.تلك التشكيلة التي ضمت أسماء مثل أليساندرو نيستا وتياجو سيلفا وجيانلوكا زامبروتا وجينارو جاتوزو ومارك فان بومل وكلارنس سيدورف وكيفن برينس بواتينج، والتي وضعت زلاتان في خط الهجوم بجوار أسماء مميزة على غرار أنطونيو كاسانو وروبينيو وفيليبو إنزاجي، فجأة أصبح فريق بلا شخصية في الملعب، ولا يوجد به من نستطيع ان نقول عنه أنه يملك شخصية البطل.
التحدي الذي سيواجه لاعب مانشستر يونايتد السابق هنا هو أن يتمكن من فض شخصية البطل التي يتمتع بها إلى اللاعبين، ويجعلهم يؤمنون بقدرتهم على الفوز بالألقاب، وليس فقط محاولة احتلال مركز متقدم في جدول الترتيب كما يحدث كل موسم.
الإيطالي أنطونيو نوتشيرينو لاعب الميلان الأسبق قال في تصريحات لموقع «كالتشيو ميركاتو» عقب إعلان عودة إبراهيموفيتش إلى الفريق: «زلاتان بطل، إنه يجلب الشخصية معه أينما ذهب، هذا هو ما يحتاجه الميلان في الوقت الحالي»، مضيفاً: «إبراهيموفيتش يمكنه أن يصبح قدوة ومثالاً للشباب الصغار، وللاعبين بشكل عام، لكن يجب أن أحذرهم، عقلية الفوز التي يتحلة بها إبرا لا تحتمل المزاح، إذا تمكن لاعب في سن زلاتان من فعل أشياء خارقة كما يفعل دوماً فما الذي يمنع اللاعبين الأصغر من تقديم المزيد من الجهد من أجل الفريق، هذه هي عقلية إبرا سواء في التدريبات أو في المباريات».
كسر عقدة العائدين
التحدي الأخير سيكون تحدي شخصي بالنسبة لإبراهيموفيتش، وهو تحدي كسر العقدة التي تلازم اللاعبين الذين رحلوا عن صفوف الفريق ثم عادوا إليه مرة أخرى.العقدة تقول أنه لا يوجد لاعب أو مدرب رحل عن صفوف الميلان وعاد إليه مرة أخرى، إلا وظهر بشكل مخيب للآمال، ولم يتمكن أحدهم من العودة للمستوى الذي ظهر عليه مع الفريق قبل رحيله، مثل البرازيلي ريكاردو كاكا والهولندي رود خوليت والأوكراني أندريا شيفيشينكو والإيطالي ماريو بالوتيلي.
وهنا سيكون امام إبراهيموفيتش تحدي كبير عى المستوى الشخصي، خاصة وأنه صاحب عدد من الأرقام التي كتبت باسمه في موسميه مع الميلان قبل رحيله، ومع عودة «السلطان» إلى منزله السابق، سيكون عليه أن يكسر هذه العقدة، وأن يكون أول العائدين الذين يسجلون حضوراً مميزاً بالقميص الأحمر والأسود.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق